{ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..ﻛﺄﻧّﻜﻢ ﺗَﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋَﻠﻲَّ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ .. ﻧَﻌﻢ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﻘﺎﻝ :
ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﻣَﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪُﻧﻴﺎ ، ﻣَﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤَﻮﺽ ..
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧّﻲ ﺃﻧﻈُﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣِﻦ ﻣَﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ..
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻣﺎ ﺍﻟﻔَﻘﺮ ﺃﺧﺸَﻰ ﻋَﻠﻴﻜُﻢ ..
ﻭﻟﻜﻨِّﻲ ﺃﺧﺸَﻰ ﻋﻠَﻴﻜُﻢ ﺍﻟﺪُﻧﻴﺎ ﺃﻥْ ﺗَﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ ﻛﻤَﺎ ﺗﻨَﺎﻓﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣِﻦ ﻗَﺒﻠﻜﻢ ؛ ﻓَﺘُﻬﻠِﻜَﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻫﻠﻜَﺘﻬﻢ ..
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼّﻼﻩ .. ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼّﻼﻩ .
( ﺑمعنى : ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻮﺍ علىﺍﻟﺼﻼﻩ ) ..
ﻭﻇَﻞّ ﻳُﺮﺩّﺩﻫﺎ .. ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ :
ﺃﻳُﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﺍﺗّﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪَ ﻓﻲ ﺍﻟﻨِّﺴﺎﺀ ، ﺍﺗّﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪَ ﻓﻲ ﺍﻟﻨِّﺴﺎﺀ .. أﻭﺻِﻴﻜُﻢ ﺑﺎﻟﻨِّﺴﺎﺀ ﺧﻴَﺮﺍً ..
ﺃﻳُﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﺇﻥّ ﻋَﺒﺪﺍً ﺧَﻴّﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪُﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻋِﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭَ ﻣﺎ ﻋِﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺃَﺣﺪُ ﻗَﺼْﺪﻩ ﻣِﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠُﻤﻠﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼِﺪ ﻧَﻔﺴَﻪ ،
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻛﺎﻥَ ﻫﻮ ﺍﻟﻮَﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓَﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠُﻤﻠة ..
ﻓﺎﻧﻔﺠﺮَ ﺑﺎﻟﺒُﻜﺎﺀ ﻭعَلا نَحيبه ..
ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻃَﻊ ﺍﻟﻨَﺒﻲ ﷺ .. ﻭﻗﺎﻝ :
ﻓَﺪﻳﻨﺎﻙَ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ، ﻓَﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄُﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ، ﻓَﺪﻳﻨﺎﻙَ ﺑﺄَﻭﻻﺩﻧﺎ ، ﻓَﺪﻳﻨﺎﻙَ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ، ﻓَﺪﻳﻨﺎﻙَ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻨﺎ .. ﻭﻇَﻞّ ﻳُﺮﺩّﺩﻫﺎ ..
ﻓﻨﻈﺮَ ﺍﻟﻨَﺎﺱُ إلى ﺃبي ﺑﻜﺮ ؛ ﻛﻴﻒ ﻳُﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨَﺒﻲ ﷺ ..
ﻓﺄﺧﺬَ ﺍﻟﻨَﺒﻲ ﷺ ﻳُﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃبي ﺑﻜﺮ ﻗﺎﺋﻼً :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨَﺎﺱ ..
ﺩَﻋﻮﺍ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ، ﻓﻤﺎ ﻣِﻨﻜﻢ ﻣِﻦ ﺃﺣَﺪٍ ﻛﺎﻥَ ﻟﻪ ﻋِﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞٍ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ .. ﺇﻻ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺃﺳﺘَﻄﻊ ﻣُﻜﺎﻓﺄﺗﻪ .. ﻓﺘﺮﻛﺖُ ﻣُﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋَﺰ ﻭﺟﻞ ..
كُل ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ إلى ﺍﻟﻤَﺴﺠﺪ ﺗُﺴَﺪّ ﺇﻻ ﺑﺎﺏ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ .. ﻻ ﻳُﺴَﺪّ ﺃﺑﺪﺍً ..
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﻧُﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤَﻨﺒﺮ ..
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮَﺳﻮﻝ ﷺ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؛ ﻛﺂﺧِﺮ ﺩَﻋﻮﺍﺕ ﻟﻬﻢ ..
ﻓﻘﺎﻝ :
ﺁﻭﺍﻛُﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧَﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﺒّﺘَﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳّﺪﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﺁﺧِﺮ كلمةٍ ﻗﺎﻟﻬﺎ .. ﺁﺧِﺮ كلمةٍ ﻣُﻮَﺟﻬﻪ ﻟﻸﻣّﻪ ﻣِﻦ ﻋلى ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ :
ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ..
ﺍﻗْﺮِؤا ﻣِﻨّﻲ ﺍﻟﺴَﻼﻡ ﻛُﻞَ ﻣَﻦ ﺗَﺒِﻌَﻨﻲ ﻣِﻦ ﺃُﻣَّﺘﻲ } .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق