كما أسهمت العديد من العوامل الخارجية الظاهرة، والداخلية الباطنة، من انكسارات والتواءات وزلازل وبراكين في تشكيل سطح الأرض، كذلك أسهمت ذكريات الإنسان ونشأته في تشكيل شخصيته، فكان ثمة تشابه كبير بينهوبين تلك الأرض التي جاء منها وسيذهب إليها، ونحن أمهات وآباء نسهم بشكل كبير في بناء شخصية أبنائنا ونترك لهم أرث من الذكريات أشد أثرا من أرث المال، وكما يأمل كل منا أن يكون جزءا من حاضر ابنائه فيجبأن نعمل ايضا على أن نكون أبطالا فاعلين في شريط ذكرياتهم في المستقبل، الا ان الظروف تحول احيانا بيننا وبين تحقيق ذلك.
ومن خلال متابعتنا للأبحاث والدراسات التي أجريت حديثا على عدد كبير من الأسر ثبت أن هناك
حسن الاختيار: فالزواج بناء اجتماعي متماسك، فاحسن اختيارشريك الحياة الذي يعينك في تربية ابنائك تربية صالحة على أساس من الوعي الكافي بمفهوم الأسرة والمسؤولية، وتجنبا للوقوع في مشكلات يكون فيها الأبناءأول الضحايا.
الزواج الثاني: إذا كنت مطلقة أو مطلق ولديكم أبناء من زواجكم الأول فاجتنبوا أخطاء الماضي، ولا تتعجلوا بالزواج الثاني إلا بعد مرور فترة طويلة تعيدون فيها اتزانكم وتضعون يدكم فيها على أسباب الانفصال الحقيقيةحتى لا نكرر الأخطاء وحتى لا يدفع الأبناء ثمن ذلك مرتين.
الاحتواء: فلا توجد حياة بلا عقبات ومنغصات، وكل منا عليه دور في علاج مشاكله واختلافه من خلال الحوارالبناء والاحترام المتبادل، فهما أساس صلاح العلاقة الزوجية، وبذلك نصبح قدوة في عيون أبنائنا ونموذجايحتذى به لأب صالح حكيم وأم حنونة واعية.
إدارة الوقت: علينا أن نحرص على تخصيص جزء من الخطة اليومية لقضائها مع أبنائنا، وأن نخصص يوم العطلة للأسرة نشارك فيها الأبناء القراءة والحوار واللعب ومطالعة الصور التي تحمل ذكريات طفولتهم، فتكراراسترجاع ما حدث في الماضي من أشياء مفرحة لطفلك تجدد عنده شعور السعادة وتحفظ بداخله تلك الذكريات الإيجابية مدى الحياة.
ثقافة الاعتذار: أعظم الخطأ أن تعتبر نفسك منزها عن الخطأ والأعظم منه أن تأبى الاعتذار لكبر في نفسك أولخجل من الاعتراف به.. فمن منا يعتذر لابنه إن أساء التصرف معه؟ وللاعتذارآثارإيجابية على أطفالنا أولها أنيجعلوا التفكير والتعقل يسبق أي تصرف، وثانيها أن الاعتراف بالخطأ لا يعيب الإنسان ولا يفقده كرامته، وبذلك قد نمحو أثر الخطأ الذي ارتكبناه قبل أن يعلق في أذهانهم.
الوعي المجتمعي: نشر الوعي بحقوق الطفل وما كفله له الشرع والاتفاقيات الدولية من حقوق بداية من الأسرة، فأنت مسؤول عن تثقيف من هم في محيطك من أصدقاء وأقارب وزملاء في العمل، كما إنك مسؤول عناختيارك لمدرسة أبنائك التي تشاركك في ترسيخ ما بدأت زرعه، و المدارس مسؤولة أيضا عن التوعية والثقيف من خلال مجالس الأباء وورش العمل والندوات، و للمؤسسات الدينية دورها في توعية الفتيات قبل وبعدالزواج، ودور وسائل الإعلام المختلفة من تسليط للضوء على الظواهر السلبية الناجمة عن تجاهل وسوء معاملة الآباء لأبنائهم، وفحص وتنقيح ما يقدم لأطفالنا من برامج ومراعاة خلوها من العنف والعادات السيئةوالسلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا.
فإذا تكاتفت الجهود سنترك عظيم الأثر في كتاب ذكريات أبنائنا الذي سيبقى معهم منذ طفولتهم ويظل ملازما لهم في كل خطوة يخطونها، وينمو معهم ويشكل طبائعهم. وما سيقرأه طفلك في كتاب الذكريات إما أن تجعله سيدكل القراءات.. أو تجعله لا يستحق القراءة.
يريد الشعب العربي البناء والارتقـاء إلى سلم المجـد
ردحذف