أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
في هذه الآية الكريمة يبين الله تعالى عظيم منته وتفضله وتكرمه على المؤمنين ، بان أرسل لهم نبيا من أنفسهم ، أي من جنسهم من بني آدم يعيش معهم ، ويشعر بآلامهم وآمالهم ،
يشاهدون تطبيقَه لأوامر ربه ، ويسألونه عن أحكام الدين وما يطرأ لهم من ظروف ..
ولقد اثبت الواقع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مربيا حكيما ، وزوجا رحيما ، وجارا كريما ، وسياسيا محنكا .. كما كان عابدا زاهدا ..اجتمعت فيه جميع صفات الكمال البشري .. فكن اعلم الناس و أشجع الناس وارحم الناس وأكرم الناس ، بل كان صلى الله عليه وسلم افضل الناس على الإطلاق.
أيها الاخوة : إن الآية السابقة كما أنها نثبت بشرية النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها أيضا تحكي أهم الأمور التي كلفه الله بها حين بعثه للناس ..
وبما أننا مأمورون بالإقتداء بسنته ، والاهتداء بهديه ، والقيام بمهمته ..فسيكون الحديث هذا اليوم بإذنه تعالى .. حول أبرز المهام التي كلف بها النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ، سواء التي وردت في الآية أوفي غيرها ..
فأول هذه المهام أن يتلو القرآن الكريم على الناس ، وهذه لوحدها منة عظيمة من الله تعالى على عباده المؤمنين . وهي أن يتشرف الناس بسماع كلام ربهم جل وعلى ، ثم تأتي المنة والمهمة الأخرى وهي تعليمهم إياه ، حتى يعرفوه ويحفظوه في صدورهم ، ثم يطبقوه في حياتهم .. فتحصل لهم بذلك السعادة الأبدية ....يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ) أخرجه مسلم ..
ولتأكيد هذه المهمة العظيمة جعل صلى الله عليه وسلم من ينوب عنه في تبليغ القرآن الكريم خير الناس ..فقال في الحديث الصحيح ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ..
يقول الله تعالى ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
في هذه الآية الكريمة يبين الله تعالى عظيم منته وتفضله وتكرمه على المؤمنين ، بان أرسل لهم نبيا من أنفسهم ، أي من جنسهم من بني آدم يعيش معهم ، ويشعر بآلامهم وآمالهم ،
يشاهدون تطبيقَه لأوامر ربه ، ويسألونه عن أحكام الدين وما يطرأ لهم من ظروف ..
ولقد اثبت الواقع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مربيا حكيما ، وزوجا رحيما ، وجارا كريما ، وسياسيا محنكا .. كما كان عابدا زاهدا ..اجتمعت فيه جميع صفات الكمال البشري .. فكن اعلم الناس و أشجع الناس وارحم الناس وأكرم الناس ، بل كان صلى الله عليه وسلم افضل الناس على الإطلاق.
أيها الاخوة : إن الآية السابقة كما أنها نثبت بشرية النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها أيضا تحكي أهم الأمور التي كلفه الله بها حين بعثه للناس ..
وبما أننا مأمورون بالإقتداء بسنته ، والاهتداء بهديه ، والقيام بمهمته ..فسيكون الحديث هذا اليوم بإذنه تعالى .. حول أبرز المهام التي كلف بها النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ، سواء التي وردت في الآية أوفي غيرها ..
فأول هذه المهام أن يتلو القرآن الكريم على الناس ، وهذه لوحدها منة عظيمة من الله تعالى على عباده المؤمنين . وهي أن يتشرف الناس بسماع كلام ربهم جل وعلى ، ثم تأتي المنة والمهمة الأخرى وهي تعليمهم إياه ، حتى يعرفوه ويحفظوه في صدورهم ، ثم يطبقوه في حياتهم .. فتحصل لهم بذلك السعادة الأبدية ....يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ) أخرجه مسلم ..
ولتأكيد هذه المهمة العظيمة جعل صلى الله عليه وسلم من ينوب عنه في تبليغ القرآن الكريم خير الناس ..فقال في الحديث الصحيح ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ..
2ـ ومن مهامه صلى الله عليه وسلم ان يزكي الناس ويطهرهم من ادران الشرك والكفروالجهل ويخرجهم من الظلمات الى نور الاسلام ( هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات ليخرجهم من الظلمات الى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم )
ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس حرصا شديدا ، وضحى في سبيل ذلك بكل ما يملك ، وتعرض لأصناف الأذى النفسي والجسمي والاجتماعي والاقتصادي ما الله به عليم ،
ومع ذلك ظل صابرا حتى توفاه الله ، بعد أن بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده.فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله واصحابه واخوانه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
أيها الأخوة في الله : ومن مهامه صلى الله عليه وسلم أن ينشرَ الرحمةَ بين الناس ، فهو في نفسه رؤوف رحيم ، يشق عليه ما يشق على الناس ، ويزعجه ما يزعجهم ، لم يفخر بشرف النسب والنبوة، ولم يخاطب الناس من وراء حجاب ،
بل خالطهم وعاش معهم ، يجوع إذا جاعوا ، ويحزن إذا حزنوا ، ويفرح إذا فرحوا ، بل إن بعض أصحابه كان يملك الاموال الكثيرة ، وهو صلى الله عليه وسلم يمر عليه الشهر والشهران والثلاثة ما يوقد في بيته نار، لعدم وجود ما يطبخ.. لقد كان كما قال الله تعالى عنه ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
لقد كانت أوامرُه ونواهيهُ في منتهى الرحمة ، فلقد كان يطلب من ربه دائما التخفيفَ على أمته ، وكان شعاره ( لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بكذا وكذا ) وكان يقول (يَقُولُ مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) احمد وغيره
بل انه من فرط رحمته بأمته دعى على من يشق عليهم ولا يرحمهم .. فقال صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ ) البخاري وغيره
ولم تكن رحمته وشفقته على أمته مقتصرة على الدنيا بل هي متعدية الىالاخرة كما قال صلى الله عليه وسلم ( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ) رواه البخاري وغيره
، فهو نبي الرحمة ودينه دين الرحمة ، واتباعه دعاة رحمة ، فمن اطاعه صلى الله عليه وسلم رحمه الله في الدنيا والآخره ، قال تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
ومن عصاه غضب الله عليه وعذبه.وأدخله جهنم وبئس المصير( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ).
أيها الاخوة : ومن مهامه صلى الله عليه وسلم أن يدعوَ إلى دين الله تعالى في جميع أحواله ، في السر والعلن ، في المنشط والمكره ، لا يلتفت إلى المعارضين ، ولا يثنيه عن تبليغ دعوة ربه كائنا من كان ، يقوده في ذلك قول ربه وخالقه وباعثه ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ).. وقوله ( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
واستمر صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى فتحت مكة المكرمة ، حيث توقفت مهمته ، وقرب أجله ، وحان تسليمه المهمة لمن بعده ، قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ..ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ( وهذا علامة أجلك ) فسبح بحمد ربك واستغفره ..انه كان توابا) ..
ومن مهامه صلى الله عليه وسلم رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله تعالى حتى ينتشر الإسلام في شتى بقاع الأرض ..قال في بيان هذه المهمة ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(9) ..ويؤكد ذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) أخرجه البخاري ..فالجهاد في سبيل الله الذي يعني قتال الكفار أمر أساسي في حياته صلىاللهعليه وسلم وحياة اصحابه واتباعه ..
وهكذا يجب ان الجهاد في سبيل الله من اولويات كل مسلم على هذه الأرض خصوصا الدعاة الىالله تعالى ،وذلك استجابة لقوله تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(41)
وقوله تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(35)
ومن مهامه أن تأسيس دولة إسلامية يدير دفة الحكم فيها على نور من ربه .. يقول تعالى مقررا تلك المهمة (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ، وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا )
ولقد اثبت صلى الله عليه وسلم جدارته في ادارة الدولة الاسلامية آنذاك ، فكان سياسيا محنكا ، وقائدا عسكريا مبدعا ، واقتصاديا ناحجا ، فاسس دولته على الصدق والعدل والجهاد..أسسها على الطهر والنقاء والمحبة والتضحية ..لقد أسس اكبر واعدل وافضل دولةٍ عرفها التاريخ ، ومازال الناس يتفيئوا ظلالها إلى وقتنا الحاضر..فلله الحمد والمنة
.فلم يكن صلى الله عليه وسلم درويشا معرضا عن الدنيا ، قابعا في بيته أو في مسجده ، مشتغلا ببعض العبادات ، تاركا للباطل واهله العنان ، مرددا عبارة بعض الناس( انا لا اتدخل في شؤون الاخرين ) أو قول البعض( لا سياسة في الدين ) ..ولم يكن جبارا ظالما هاضما لحقوق الناس ،مواليا للكافرين ،معاديا للمؤمنين..
بل كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، مجاهدا في الله حق جهاده ..ولا تاخذه في الله لومة لائم حتى اتاه القين ..
وعلى هذا النهج العظيم والسيرة العطرة ، سار على دربه أصحابه الكرام رضي الله عنهم ، فكانوا خير جيل اخرج للناس ، فغيروا مجرى التاريخ ، بل غيروا خريطة العالم في سنين معدودة ، فنشروا السلام والعدل والمحبة على ربوع الجزيرة العربية وماجاورها من البلدان ..
حتى أن المرأة تسافر من الحيرة في بلاد فارس إلى مكة ثم تعود لا تخاف إلا الله تعالى..كل ذلك بفضل الله تعالى اولا وآخرا ..حيث بعث للناس رسولا من انفسهم يتلوا عليهم القرآن ويزكيهم وبعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ..
اللهم وفقنا الى اتباع مايرضيك
انك سميع عليم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق